- ومن استقراء رحلات الإمام البَيْهقي يتبين لنا مدى المعاناة والجهد الّذي بذله -رحمه الله تعالي- في طلب حديث رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -, وندرك بحق أنّه كان من أولئك الرجال الأفذاذ الذين تجشموا المشاق، وركبوا الأهوال، واستسهلوا الصعاب، طلبًا للعلم، غير آبهين بمثل دة حرٍّ أو لسعة برد، لا تعوقهم صعوبة الطريق وأخطاره، فسواء عليهم الصحراء وحرها، والبحار وأمواجها، فكل شيءٍ في طلب الحديث يهون، "ولا يتأدب -كما قيل- حتّى يتجنب الفراش الواطئ، والدثار الدافئ" (?)، وما كان استسها لهم للصعاب إِلَّا لاعتقادهم أنّ طلب العلم جهاد؛ فمن مات في سبيله مات شهيدًا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015