عشرة أجزاء، وخرّج له أحمد بن علي الحافظ الرادي ألف حديث، وذكره في "تاريخه" لعلو منزلته، وكمال فضله، وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور، في مسجد عقيل بعد أبي طاهر الزيادي سنة عشر وأبعمائة وحضر له الحفاظ والمشايخ في الصدور، وأهل العلم، وأملى سنين؛ أعصار الخميس مدة، وأعصار الجمعة مدَّة، وكان ثقة ثبتًا في الحديث.

قال عبد الغافر: سمعمت أبا صالح المؤذن يقول: سمعت أبا حازم العبدوي يقول: كان الإمام يقول لي بعد ما رجع من إسفرايين: أشتهي أنّ يكون موتي بنيسابور حتّى يصلّي عليّ جميع أهل نَيْسابور، وتوفي بعد هذا الكلام بنحو من خمسة أشهر.

وقال عبد الغافر: وحكى لي من أثق به أنّ الصاحب ابن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فورك، والإسفراييني، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صِلٌ (?) مطرق، والإسفراييني نار تحرق.

قال عبد الغافر: وكان روح القدس نفث في روعه حتّى أخبر عن حال الثّلاثة بما هو حقيقة الحال منهم. وقال ابن الصلاح: كان نصَّارًا لطريقة الفقهاء في أصول الفقه، ومضطلعًا بتأييد مذهب الشّافعيّ فيها في مسائل منها أشكلت على كثير من شافعية المتكلمين حتّى جبنوا عن موافقته فيها. وقال الذهبي: الإمام العلامة الأوحد، الأستاذ الأصولي، أحد المجتهدين في عصره، وصاحب التصانيف الباهرة. ارتحل في الحديث، وأملى مجالس وقع لي منها، ومن تصانيفه كتاب "جامع الخلي- وقيل الحلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015