بن الجراح رضي الله عنه الذي لم يستطع الاعتذار عن المهمة بالكلام تأدبًا وخوفًا من معصية خليله رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن يحب مفارقته والبعد عنه، لكنه لم يتمالك نفسه "فلما ذهب لينطلق بكى صبابة1 إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم2 حبًّا فيه وجزعًا من مفارقته فاستبقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدعى ابن عمته عبد الله ابن جحش رضي الله عنه3 وكلفه بالمهمة بعد أن أعطاه (كتابًا مكتومًا) وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا4 وقال: "لا تكرهَنَّ أحدا من أصحابك على المسير معك" 5. امتثل القائد المتضبط للأوامر النبوية العليا فسار مع أصحابه بعد أن استوضح عن الجهة التي تقود للهدف غير المعلن6. "فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه: إذا نظرت في كتابي هذا حتى تنزل نخلة7