"جرت عادة المحدثين وأهل السير، واصطلاحاتهم غالبًا أن يسمُّوا كل عسكر حضره النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة، وما لم يحضره بل أرسل بعضًا من أصحابه إلى العدو سرية وبعثًا"1.
"وربما سمَّوا بعض السرايا غزوة كما في مؤتة، حيث قالوا: غزوة مؤتة، وكما في سرية الرجيع حيث عبَّر عنها السيوطي في "الخصائص" بغزوة الرجيع، وعن سرية سيف البحر بغزوة سيف البحر، وربما سمَّوا الواحد سرية وهو في الأصل كثير، وربما سمّوا الاثنين فأكثر بعثًا، ومنه قول الأصل كالبخاري بعث الرجيع"2.
ولكن ابن حجر ذكر أن ما افترق من السرية يسمَّى بعثًا3.
وأخرج البيهقي عن مجاهد قال: قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود، وخباب سرية، وبعث دحية سرية وحده4، وقال الشافعي رحمه الله: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري ورجلاً من الأنصار سرية وحدهما، وبعث عبد الله بن أنيس سرية وحده5.
وقال ابن القيم: وكان يبعث بالسرية فرسانًا تارة ورجالاً أخرى6.
وذكر الحلبي أنه من ظاهر كلام أهل المغازي أنهم لا يفرقون بين كون إرسال تلك السرايا والبعوث للقتال، أو لغير القتال كتجسس الأخبار، أو تعليمهم الشرائع، كما في بئر معونة والرجيع، أو حتى للتجارة كما في سرية