ثم أمر بشد وثاقه، ودفع به إلى أحد أفراد السرية1، وقال له: "امكث معه حتى نمرَّ عليك، فإن نازعك فاحتز رأسه"2.

ثم انطلقوا في طريقهم حتى وصلوا منطقة الكديد عند غروب الشمس، فكمنوا في الوادي، ثم أرسلوا جندب بن مكيث الجهني رضي الله عنه3 أحد أفراد السرية للاستطلاع، واستكشاف أحوال القوم.

يقول جندب رضي الله عنه: "فخرجت حتى آتي تلاًّ مشرفا على الحاضر4، فأسندت فيه، فعلوت على رأسه، فنظرت إلى الحاضر، فوالله إني لمنبطح على التل إذ خرج رجل منهم من خبائه، فقال لامرأته: إني لأرى على التل سوادًا ما رأيته في أول يومي، فانظري إلى أوعيتك هل تفقدين منها شيئا، لا تكون الكلاب جرَّت بعضها، قال: فنظر، فقلت: لا والله ما أفقد شيئا، قال: فناوليني قوسي وسهمين، فناولته، قال: فأرسل سهما، فوالله ما أخطأ جنبي5 فأنزعه فأضعه، وثبتُّ مكاني، قال: ثم أرسل الآخر، فوضعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015