أنت بين يدي، فركب وركبت وراءه حتى أتت المدينة"1.
وظلت زينب رضي الله عنها متأثرة نتيجة تلك السقطة "فلم تزل وَجِعةً حتى ماتت من ذلك الوجع فكانوا يرون أنها شهيدة"2. وتوفيت رضي الله عنها سنة ثمان من الهجرة3، فكان أن أهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دم هبَّار وصاحبه يوم فتح مكة وذلك لعداوتهما لله ورسوله ولما تسببا فيه من موت زينب رضي الله عنها، ثم جهَّز صلى الله عليه وسلم سرية تعقيبية بإمرة حمزة بن عمرو الأسلمي4 وبمشاركة أبي هريرة رضي الله عنه، وبعثهم في طلب هبَّار وصاحبه اللذين هربا من مكة، وأصدر أوامره إلى أفراد السرية بتحريقهما بالنار إن قدروا عليهما، ولكنه عاد فتراجع عن التحريق، فلما أتى أصحاب السرية لتوديعه عليه الصلاة والسلام قال لهم: "إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما" 5، وانطلقت السرية لتنفيذ المهمة6، ولكنها لم تنجح في القبض عليهما، وأفلت هبَّار وصاحبه فلم تصبها السرية.