قدرها كثير من الناس.
الوجه الرابع أن يقال: أتدري أيها الجهمي من أنت تصرخ في وجهه, إنك تصرخ في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه هو الذي أخبر عن نفسه أنه كان يتردد بين ربه وبين موسى عليه الصلاة والسلام ويسأل ربه التخفيف عنه وعن أمته. وأن الله تعالى كان يحط عنه في كل مرة خمساً وفي رواية عشراً حتى جعلها الله تعالى خمساً في العمل وخمسين في الأجر, ولا يخفى ما في صراخ الشلبي من سوء الأدب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومقابلة أخباره الصادقة بالرد والتكذيب, وهذا مما يزيل عصمة الدم والمال.
الوجه الخامس أن يقال: قد وقعت المراجعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه عز وجل عدة مرات في طلب التخفيف عنه وعن أمته من عدد الصلوات حتى انتهى التخفيف إلى خمس صلوات في اليوم والليلة, وقد زعم الشلبي أن هذا من صور المساومة, وهذا من سوء أدبه مع الرب تبارك وتعالى ومع الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث شبههما بالتجار الذين يساوم بعضهم بعضاً في السلع, تعالى الله عما يقول الظالم الجاهل بالله علواً كبيراً, وتنزه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول السوء الذي أطلقه عليه الجاهل المتهور.