وإذا علم هذا فليعلم أيضاً أن الشلبي قد جمع في كلامه بين أمرين ذميمين أحدهما عدم الشكر لله تعالى على ما منّ به من تخفيف عدد الصلوات وجعلها خمساً في العمل وخمسين في الأجر. وذلك لأنه لم يشكر صنيع موسى عليه الصلاة والسلام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث بذل له النصيحة والمشورة بأن يراجع ربه ويطلب منه التخفيف لأمته من عدد الصلوات, ومن لم يشكر المعروف العظيم لموسى عليه الصلاة والسلام فهو لم يشكر الله تعالى على فضله وامتنانه بالتخفيف.

الأمر الثاني: رد الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإسراء والمعراج وتكذيب ما جاء فيها من الأخبار الصادقة. وهذا أمر خطير جداً, قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى, من رد أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة. رواه القاضي أبو الحسين في «طبقات الحنابلة» من رواية الفضل بن زياد القطان عن أحمد. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» وفي هذا الحديث دليل على أن من رد شيئاً مما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه حلال الدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015