عليهم فردوا عليه السلام ورحبوا به ودعوا له بخير, وأنه رأى البيت المعمور ورفع إلى سدرة المنتهى, وأنه رأى جبريل في صورته, وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق, وأنه رأى الجنة والنار, ورأى مالكا صاحب النار وأن مالكا سلم عليه, وأنه صلى بالنبيين في بيت المقدس. إلى غير ذلك مما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رآه في تلك الليلة, وما أخبر به أيضاً عن رفعه فوق السموات السبع إلى المستوى الذي كان يسمع فيه صريف الأقلام, وأن الله تعالى أوحى إليه وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة, فلم يزل يتردد بين ربه وبين موسى عليه الصلاة والسلام في طلب التخفيف لأمته حتى جعلها الله خمس صلوات وقال: يا محمد هن خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة, وفي رواية هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي. فكل ذلك حق وصدق, ومن أنكر شيئاً من ذلك أو شك فيه فهو ممن يشك في إسلامه.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره عن الحافظ أبي الخطاب عمر بن دحية أنه قال في كتابه: «التنوير في مولد السراج المنير» وقد ذكر حديث الإسراء من طريق أنس وتكلم عليه فأجاد وأفاد ثم قال: وقد تواترت الروايات في حديث الإسراء