مسيرة خمسمائة عام والماء فوق السماء العليا السابعة, وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء, والله عز وجل على العرش, والكرسي موضع قدميه, وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى وما في قعر البحار ومنبت كل شعرة وشجرة وكل زرع وكل نبات ومسقط كل ورقة وعدد كل كلمة وعدد الحصى والرمل والتراب ومثاقيل الجبال وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء, لا يخفى عليه من ذلك شيء, وهو على العرش فوق السماء السابعة ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به, فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} وبقوله: {وهو معكم أينما كنتم} وبقوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} إلى قوله: {هو معهم أينما كانوا} ونحو هذا من متشابه
القرآن, فقل إنما يعني بذلك العلم لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان انتهى.
وقال أبو عمر ابن عبدالبر أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} هو على العرش وعلمه في كل