النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما, وإذا كانت أبواب السماء لا تفتح لأرواح الكفار إذا ماتوا فبطريق الأولى أن لا تفتح لأجسامهم ومراكبهم في حال حياتهم, ومن المحال أن يرتفعوا عن الأرض مسيرة خمسمائة سنة فضلاً عن أن يرتفعوا عن الأرض مسيرة ألف سنة وأن يخترقوا السماء التي هي بناء شديد كثافته مسيرة خمسمائة سنة, ومن شك فيما أخبر الله به عن شدة بناء السماء وما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بعدها عن الأرض وعن غلظ سمكها وكثافته وصدق مع ذلك مزاعم أعداء الله وقابل كذبهم وتدجيلهم بالقبول والتسليم فهو ممن يشك في إسلامه, وقد توصل أعداء الله تعالى إلى تضليل المسلمين بالمزاعم الكاذبة والتدجيل والتمويه واستحوذوا بذلك على الفئام الكثيرة والجم الغفير من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل.

فأما القمر فإن قيل: إنه في السماء الدنيا كما ذكر ذلك بعض المفسرين فوصول الرواد الأمريكيين إليه محال كما تقدم التنبيه على ذلك, وتكون دعواهم الوصول إليه كذبا وتدجيلا وتمويها على الناس, وإن قيل إنه في فلك دون السماء كما يقول ذلك المنجمون - فقد ذكر ابن منظور في لسان العرب عنهم أنهم قالوا في الفلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015