= كتاب الْإِيمَان = بِفَتْح الْهمزَة جمع يَمِين وَهِي الْحلف وَفِي الِاصْطِلَاح تَحْقِيق أَمر غير ثَابت مُحْتَمل مَاضِيا كَانَ أَو مُسْتَقْبلا فَخرج لَغْو الْيَمين لِأَنَّهُ لَا تَحْقِيق فِيهِ وبالمحتمل الْأَمر الثَّابِت كَقَوْلِه وَالله لأموتن فَلَيْسَ كل ذَلِك بِيَمِين
لَا تَنْعَقِد
الْيَمين
إِلَّا بِذَات الله تَعَالَى أَو صفة لَهُ
من صِفَاته خرج ذَات غَيره كالنبي وَالْوَلِيّ قَالَ الشَّافِعِي أخْشَى أَن يكون مَعْصِيّة وَالْحلف بِالذَّاتِ
كَقَوْلِه وَالله وَرب الْعَالمين
أَي مَالك الْمَخْلُوقَات
والحي الَّذِي لَا يَمُوت وَمن نَفسِي بِيَدِهِ
أَي بقدرته
وكل اسْم مُخْتَصّ بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غير مَا ذكر كالاله
وَلَا يقبل قَوْله فِي هَذَا الْقسم
لم أرد بِهِ الْيَمين فَلَا ينْصَرف بِالطَّلَاق إِلَّا إِلَى الْيَمين وَأما إِذا نوى غير الْيَمين فَيقبل ظَاهرا وَهُوَ غير مَا هُنَا لِأَنَّهُ بإرادته انْصَرف وَأما الَّذِي فِي كَلَامه فَهُوَ عدم الارادة وَعند عدمهَا ينْصَرف للْيَمِين وَأما إِذا قَالَ فِي هَذَا الْقسم لم أر بِهِ الله تَعَالَى فَلَا يقبل مِنْهُ ظَاهرا وَلَا بَاطِنا
وَمَا انْصَرف إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ عِنْد الاطلاق
وَيصرف إِلَى غَيره مُقَيّدا
كالرحيم والخالق والرازق والرب تَنْعَقِد بِهِ الْيَمين
سَوَاء قَصده تَعَالَى أم أطلق
إِلَّا أَن يُرِيد غَيره
فَيقبل وَلَا يكون يَمِينا
وَمَا اسْتعْمل فِيهِ وَفِي غَيره سَوَاء كالشيء وَالْمَوْجُود والعالم والحي
والسميع والبصير
لَيْسَ بِيَمِين إِلَّا بنية
فان نَوَاه تَعَالَى فَهُوَ يَمِين وَأَن أطلق أَو أنوى غَيره فَلَيْسَ بِيَمِين
وَالصّفة
الذاتية
كوعظمة الله وعزته وكبريائه وَكَلَامه وَعلمه وَقدرته ومشيئته يَمِين
إِن أضافها إِلَى الِاسْم الظَّاهِر
إِلَّا أَن ينوى بِالْعلمِ الْمَعْلُوم وبالقدرة الْمَقْدُور
فَلَا يكون يَمِينا وَكَذَا بَقِيَّة الصِّفَات لَو أَرَادَ بهَا آثارها
وَلَو قَالَ
الْحَالِف
وَحقّ الله فيمين
وَلَو عِنْد الاطلاق وَحقّ الله هُوَ الْقُرْآن أَو اسْتِحْقَاق الالهية
إِلَّا أَن يُرِيد
بِالْحَقِّ
الْعِبَادَات
فَلَا يكون يَمِينا
وحروف الْقسم بَاء وواو وتاء كبالله وَوَاللَّه وتالله وتختص التَّاء بِاللَّه تَعَالَى
وَلَكِن لَو قَالَ تالرحمن أَو الرَّحِيم انْعَقَدت يَمِينه فان أَرَادَ غير الْيَمين قبل مِنْهُ
وَلَو قَالَ الله