الكثير من معالم دينهم، وسبيل نجاتهم، وإن من أهم ما فقدوه ـ إلا من رحم الله ـ قواعد معرفة الحق.
فقد أحلوا مكان البينة التزيين، وقدموا الرجال على الدليل، واتبعوا الهوى بدل الهدى، واستبدلوا العقل بالعاطفة، وأحلوا الكفر محل الاتباع، واشتروا بكتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فكر زيد وتجديد عمرو {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} حتى صار العالم عندهم، من ابتدع وفكر، وعن سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أدبر، وبالمشركين اقتدى وتمسك {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} [محمد: 14]
فالمجتهد عندهم من خالف النصوص، وأحدث في دين الله من البدع الفكرية ما لم ينزل الله به من سلطان بدعوى الفكر والتجديد، وهي في حقيقتها تمييع وتبديد.
والمتبع عندهم لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام جامد العقل، بدوي الفقه، سطحي التفكير، وإذا كان علامة أهل البدع في عهد سلفنا، قولهم عن أهل السنة والجماعة المجسمة والحشوية، فإن علامة أهل الزيغ في زماننا، قولهم عن أهل الحق، أصحاب الفقه البدوي.
فإلى الله المشتكى من غربة هذا الزمان
ورغم قناعتي بعدم الكتابة في هذا الموضوع الهام، وذلك لضيق الوقت، ولأن مثل هذه الموضوع الهام يحتاج إلى وقت