وتذكره بالآيات فلا يطيع.

وأمرنا باللحية ـ على سبيل المثال ـ فتجد أهل زماننا يتهربون منها كل مهرب، ويتأولون كل متأول.

فكيف لو أمرنا بذبح أبنائنا، أو مما ابتُليَ به الناس من قبلنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

واعلم أن المقصود بالسمع، سمع الإقرار والقبول والفهم، لا مجرد السمع الذي يشترك فيه المؤمن والكافر والناس جميعًا، والمقصود بالطاعة: الانقياد والعمل.

فمعنى سمعنا وأطعنا: أي قبلنا وفهمنا ونفذنا.

لقد أدرك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - معنى هذين الركنين من أركان الإيمان، واستقر ذلك في قلوبهم، وجرى مع الدم في عروقهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: "فَهَذَا إقْرَارٌ مِنْهُمْ بِرُكْنَيْ الْإِيمَانِ الَّذِي لَا يَقُومُ إلَّا بِهِمَا" [مجموع الفتاوى]

وكذلك نزل قول الله تعالى {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284]، وأدرك الصحابة رضوان الله عليهم ما تضمنته هذه الآية، من أن الله محاسب العبد على ما يخفيه في نفسه، ولو لم يفعله، فاشتد ذلك عليهم، وغمتهم غمًا شديدًا، ووجدوا منها موجدة عظيمة، وبكوا من هولها بكاءً مرًا، رضوان الله عليهم وسلامه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015