فيهللون مائة, ويقول: سبحوا مائة. قال: فماذا قلتَ لهم؟ قال: ما قلتُ لهم شيئاً انتظار رأيك أو انتظار أمرك, قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم, وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟
ثم مضى ومضينا معه, حتى أتى حلقة من تلك الحِلَق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصىً نعدّ به التكبير والتهليل والتسبيح, قال: فعدوا سيئاتكم, فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء, ويحكم أمة محمد, ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - متوافرون, وهذه ثيابه لم تبل, وآنيته لم تكسر, والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد, أو مفتتحو باب ضلالة! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير, قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه, إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: إن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم, ثم تولى عنهم. فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحِلَق