ولما كان هدف غالب حكام الشعوب الإسلامية من إعداد جيوشهم هو حماية كراسيهم، فقد اقتصروا على إعداد جيوشهم لهذه المهمة، ولذلك ترى أعداد المسلمين في البلدان العربية (?) وحدها تزيد عن مائتي مليون، وعدد اليهود قد لا يصل إلى أربعة ملايين، ومع ذلك ترتعد فرائص كثير من الحكام العرب من الجيش اليهودي الذي أرهبه وزلزل أقدامه أطفال الحجارة الذين صدقوا الله ما عاهدوا عليه!
وتقتضي القوة الجهادية توفير السلاح وما يخدمه، بحيث يكون عند دعاة الحق من السلاح ما يماثل سلاح قادة الباطل أو يزيد في الكم والنوع. ويجب ان تكون عندهم وسائل تغنيهم عن الحاجة إلى عدوهم في كل شيء من أنواع السلاح وتوابعه، وهذا يستلزم إقامة مصانع للسلاح بتعاون بين قادة الحق من المسلمين، كل يؤدي ما يملكه لإقامة تلك المصانع من مال وخبراء وغير ذلك.
ومما لا شك فيه أن صاحب القوة أقدر على سبق من لا قوة عنده إلى العقول، من حيث إنه يمنع الضعيف من الوصول بمبدئه إلى عقول الناس بالقوة، وهو قادر على الوصول بمبدئه إلى العقول بالقوة، كما أنه قادر على حماية عقول الناس من وصول مبدأ غيره إليها.
ليس الهدف من إعداد القوة الإكراه على الدخول في الإسلام.