ولو فكر الإعلاميون، بكل فئاتهم في تلك العقول التي خلقها الله، لتفرق بين الحق لتتبعه، وبين الباطل لتجتنبه، فكانوا سببا في تضليلها حتى غدا الحق عندها باطلا والباطل حقا، لما وقفوا في صف قادة الباطل ضد الحق وأهله إلا من أضله الله على علم.
ولو فكر نجوم الفن والرياضة - كما يسمون! - في شغل عقول الناس عن الحق، وقارنوا بين فعلهم الذي شغلوا به عقول الجماهير - مباحا كان أو محرما - عن أهداف الأمة الإسلامية العليا، كالجهاد في سبيل الله الذي هي أحوج إليه في هذا الزمن من غيره، لما يلقاه المسلمون من الإذلال والقهر والقتل، والإخراج من بيوتهم وتشريدهم في الأرض، وانتهاك أعراضهم، لو فكروا فيما يفعلون وفي هذه المآسي لتخلوا عن قادة الباطل، وانضموا إلى صفوف أهل الحق، لإنقاذ أمتهم مما حل بها من مصائب وفتن، ولسخر الفنانون فنهم في السباق إلى العقول بالحق، وسخر الرياضيون رياضتهم إلى فروسية للجهاد في سبيل الله.
ولو فكرت جيوش المسلمين في ذلك كله، وتذكروا الواجب الملقى على أكتافهم وهو رفع راية الإسلام في الأرض، لكان لهم شأن آخر مع الباطل وقادته!