ويظهرون الحماس للإسلام والغيرة عليه، والانخراط في بعض الجماعات الإسلامية، والتظاهر بالإعجاب بمناهجها وأفكارها ومظاهرها وحفظ مصطلحاتها وتكرارها، حتى تثق تلك الجماعة في أولئك العملاء من باب حسن الظن بالمسلم، فإذا بلغوا هذا المبلغ، أخذوا يورون نار الحقد في نفوس أعضاء من يتلون بهم من الجماعات ضد الجماعات الأخرى ومناهجها وأفكارها، وشن الهجوم عليها وتنفير الناس منها واتهامها بالتهم الباطلة، فيكون من أثر ذلك نفور عامة الناس من تلك الجماعات التي اتخذتها تلك الجماعة والعملاء المندسون فيها هدفا للسب والشتم والتحذير من مناهجها ودعوتها، مع أن لدى تلك الجماعات التي حصل التنفير منها كثيرا من الحق، وقد يكون غالب ما عندها هو الحق، وإذا كان عندها شيء من الخطأ فقد يكون ناشئا عن اجتهاد، وقد لا يكون خطأ في حقيقة الأمر - وإن كان خطأ عند جماعة أخرى - وبهذا يحصل حجر على عقول الناس من أن يصل الحق الذي عند تلك الجماعات إليها، مع أن تلك الجماعة التي اندس فيها العملاء، قد يكون ما عندها من الخطأ أو الباطل أكثر مما عند الجماعات الأخرى، فتحاول تلك الجماعة والعملاء الذين اندسوا فيها أن يسبقوا بما عندهم من الخطأ أو