وقال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]
فأهل الحق يرجون من كل أعمالهم الصالحة رضا الله سبحانه وتعالى ويتبعون رضوانه، ورضاه تعالى هو غاية كل غاية، وهو تعالى لا يرضى إلا عن أهل الحق.
ومن أجل أن رضا الله تعالى هو غاية أهل الحق، يأتي خطاب الله تعالى لهم -بعد أن يسكنهم جنته ويعطيهم فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر-مخبرا لهم بإحلاله هذه الغاية العظيمة عليهم، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب فقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا.) » [صحيح مسلم (4 / 1276) ]
فهذا الحديث يفسر أن رضوان الله عن عباده هو غاية الغايات؛ لأنه أفضل ما يعطى أهل الجنة التي لا يدخلها إلا من رضي الله تعالى عنه.