الغاية التاسعة: محاربة الولاء لله ولرسوله والمؤمنين.
ويسابق أهل الباطل إلى عقول الناس بمحاربة الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وتثبيته للشيطان وأتباعه، وللأهواء التي يتبعونها، لعلمهم بأن الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين ولاء للحق، والولاء للحق يسلبهم ولاء الناس للباطل الذي لا يملكون سواه، ولا حياة لهم بدون أنصار يؤمنون بباطلهم ويؤيدونهم عليه.
ولهذا ترى أهل الباطل يحاربون من يوالي الله ورسوله والمؤمنين، ولا يُظْهِرُ ولاءه لهم ولباطلهم، حربا شعواء، كما يحاربون كل دعوة إلى هذا الولاء، خوفا من أن يكثر أنصار الحق وأولياؤه، ويقل أنصار الباطل وأولياؤه، فيخسرون بذلك الجاه والمال والمنصب، وينتهي تسلطهم على رقاب الناس وطغيانهم، ويقربون من يواليهم على باطلهم ويرفعون منزلته بالجاه والمال والمنصب، مع العلم أن الذي يكون ولاؤه لغير الحق لا يثبت ولاؤه ولا يدوم؛ لأنه إنما يوالي من رأى أن في موالاته مصلحة مادية، فإذا ظن أن تلك المصلحة ستنقطع، أو أنه سينال مصلحة أعظم منها من صاحب باطل آخر، نقل ولاءه لهذا وأصبح عدوا لمن سبق أن كان مواليا له.!