ويحصل ذلك بإعراض قادة الباطل عن سماع الحق الذي يأتي به أهله، وبحض غيرهم على الإعراض عن حجج الحق وتدبرها والإصغاء إليها، بل وأمرهم بإحداث اللغط والضوضاء عندما يدعو أهل الحق إليه، كما قال تعالى عنهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (?) . وقال تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} (?) .
وليس من شرط هذا الحوْل وتحققه أن يصرح أهل الباطل بمثل ما دلت عليه الآيتان المذكورتان، فيقولوا: لا تسمعوا كلام الدعاة إلى الله، أو أن على قلوبنا أغطية لا يصل إليها ما يدعون إليه، بل يتحقق بكل سبيل يؤدي إلى ذلك الحول، كوضع مناهج تعليمية، أو برامج إعلامية، أو نواد ثقافية، أو رياضة، أو دور سينما، أو غيرها مما يلهي الناس ويشغلهم عن سماع الحق وحججه ودلائله، وهذا الأسلوب أشد تأثيرا في الناس من الأمر الصريح بالإعراض عن الحق (?) .