إن أقوى وسيلة يتمكن بها أهل الباطل، من الخلاص من التقيد بدين الله، ومن الاستجابة لرسله، عليهم الصلاة والسلام، هي: تكذيب أولئك الرسل في دعواهم أن الله تعالى بعثهم إلى الخلق لهدايتهم بوحيه، ووصف أولئك الرسل بضد ما يتصفون به من الصفات الحميدة التي أهلتهم لاختيار الله لهم رسلا إلى الناس، فيصفونهم بالضلال بدل الهدى، وبالسفه بدل الرشد، وبالجنون بدل كمال العقول، ويجعلونهم محلا للسخرية والاستهزاء بدلا من الاحترام والتوقير.
وينعتون الوحي الذي أنزله الله عليهم وجميع الكتب السماوية التي نزل بها جبريل من عند الله - وآخرها القرآن الكريم - بأنها أساطير الأولين وبأنها كذب وافتراء.
قال تعالى عن فرعون وقومه في موسى - عليه السلام -: {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} (?) .