وهذا الاحتفاء بمن عندهم متاع الحياة الدنيا، هو من غاياتهم التي يريدون تحقيقها، وهم يعلمون أنهم لا يحتفي بهم وهم على باطل إلا أتباعهم من أهل الباطل، وأما أهل الحق فلا يعبأ ون بما عندهم من متاع الحياة الدنيا، ولهذا فإن أهل الباطل يضيقون ذرعا بأهل الحق، لعدم اغترارهم بما عندهم، كما قال تعالى في هذه القصة: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} . (?)
فالميزان يختلف عند هؤلاء وأولئك: أهل الحق يزنون الناس وما يملكون بالإيمان والعمل الصالح والصبر، وهي الصفات التي يترتب عليها رضوان الله وثوابه، وأهل الباطل يزنون الناس بما عندهم من ملك وغنى وشتان شتان.