وهاهم أهل الباطل اليوم يتذرعون بما يدعونه من حقوق الإنسان، ليسقطوا دولا يزعمون أنها تقف ضد حقوق الإنسان في شعوبها، ووصل الأمر بهم أن يعتبروا من حقوق الإنسان عدم تطبيق الشريعة الإسلامية في أي بلد إسلامي، ولو كان غالب أهل البلد ينادون بتطبيق الشريعة في بلدهم، بل ولو أجريت انتخابات حزبية تعددية باسم الديمقراطية التي هم يزعمون تقديسها وعدها من حقوق الإنسان في الشعوب، وفاز دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية فوزا ساحقا، فإن أعداء الإسلام ودعاة حقوق الإنسان ومقدسي الديمقراطية، يقفون بدون حياء بجانب فئة قليلة من عبيدهم وأذنابهم العلمانيين، لسحق الأغلبية المسلمة من الشعب، لئلا يستقر الحق ويعلو ويزهق الباطل ويزول.
وإذا كان هذا هو موقف أهل الباطل من أجل حمايته وحماية العقول من نفاذ الحق إليها، فإن أهل الحق أولى بتحطيم سدود أهل الباطل - لا لإكراه الطغاة المردة أنفسهم على اعتقاد الحق ولكن - لإيصال الحق الذي يحملونه إلى الناس، وليسمع الناس دعوتهم إلى الحق وبيانه، ثم يقرروا - دون إكراه - اعتقادهم الحق أو عدم اعتقاده.
ولنضرب مثالا يقرب هذا المعنى: