وفرق الرياضة فيما بينهم ومع الفرق الأخرى المشاركة لهم في رياضتهم، ومسؤولو النوادي مع من هم تحت يدهم، وكل عضو يفعل ذلك مع العضو الآخر. وهكذا الخبراء في مجال خبراتهم.
فخبراء المناهج يراعون في وضع المناهج هدف السباق إلى العقول بالحق وصيانتها من الباطل.
ومؤلفو الكتب الدراسية يضعون ذلك الهدف في تأليف كتبهم.
وهكذا لا يبقى أحد قادر على السباق إلى العقول بالحق إلا أمكنه القيام بذلك في موقعه.
وقد تتعدد المواقع للشخص الواحد، كأن يكون رب أسرة وإمام مسجد، أو مدير مدرسة، أو رئيس شركة، أو قائد كتيبة، أو ضابط عادي أو جندي أو غير ذلك.
وقد يكون موقع الشخص واسعا، كرئيس الدولة المسؤول عن رعيته كلها، فهو قادر بما مكنه الله من المسؤولية الأولى، أن يأمر وأن يعين المأمور بما يحتاج إليه، وأن يعين من يتابع الأمر حتى ينفذ، وأن يكوِّن اللجان التي تبلغه بما يوجد من باطل قد غرس في العقول أو يراد غرسه، فيتخذ التدابير اللازمة في أي مرفق لصيانة العقول وتصفيتها مما علق بها، وبالحق المفقود الذي يجب أن يصل إلى العقول فيتخذ التدابير اللازمة لإبلاغ ذلك الحق إلى العقول.