فهذه الوصايا العشر الجامعة، لو تأملها الناس وفكروا في مصالحها التي لا سعادة لهم بدونها، وفهموا معانيها والآثار المترتبة على تطبيقها والعمل بها، لعاشوا عيشة هنيئة في ظلال شرع الله العظيم.

وقد ختم الله الخمس الأولى منها بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} إشارة إلى أن هذه الأمور لا بد أن يسلم العقل بضرورة مراعاتها، وأن من لم يفقه الحكمة من هذه التكاليف ولا يستسلم لشرع الله ويطبقه، ليس من العقلاء الأسوياء بل هو أضل من الحيوان.

وختم الوصايا الأربع الأخرى بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} والتذكر لا يكون إلا من عاقل يفهم خطاب الله ويعلم أنه لا يأمر إلا بخير ولا ينهى إلا عن شر.

وختم الوصية العاشرة -وهي أشمل الوصايا وأعظمها- بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} والتقوى هي المقصودة؛ لأن صاحبها يتورع عن ترك الأمر وفعل النهي، تعظيما لله ورغبةً فيما عنده وخشية من عذابه.

وقال تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} . [التوبة: 122]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015