بِالرَّاءِ فِيهِمَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْمَكَارِمِ الْحَمَوِيُّ الشَّافِعِيُّ الشَّاهِدُ الأَدِيبُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الإِمَامِ
أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الإِمَامِ بِحَمَاةَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الرَّقِّيُّ لِنَفْسِهِ:
اجْهَدْ فَفِي الْجُهْدِ بُلُوغُ الْمُنَى ... فَمُنْيَةُ الْفَائِزِ مَقْدُورَهْ
فَاللَّيْثُ لَوْلا بَأْسُهُ نَعْجَةٌ ... وَالصِّلُّ لَوْلا سُمُّهُ دُودَهْ
إِذَا مَا رُمْتَ أَمْرًا جِدَّ فِيهِ ... لِتُطْوَى عَنْكَ شُقَّتُهُ الْبَعِيدَهْ
فَلَوْلا الْجِدُّ كَانَ اللَّيْثُ كَلْبًا ... وَلَوْلا السُّمُّ كَانَ الصِّلُّ دُودَهْ
وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الإِمَامِ لِنَفْسِهِ فِي الْمَعْنَى
بَدَتْ ...
... بِهَا وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ
يَقِف طَرَفَيْهَا تِيهًا ... وَفِيهِ الْمَوْتُ يَسْتَعِرُ
فَقَالَت: مَا الَّذِي تَشْكُو ... فَقُلْتُ: دَهَانِيَ النَّظَرُ
سَلِي أَجْفَانَكِ الْمَرْضَى ... فَعِنْدَ جُفُونِكِ الْخَبَرُ
وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لِنَفْسِهِ:
لَمْ أَثِقْ مِنْكَ بِوَعْدٍ ... وَمَوَاعِيدُكَ زُورُ
هَكَذَا إِبْلِيسُ فِي الدُّنْيَا ... أَمَانِيهِ غُرُورُ
وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لِنَفْسِهِ:
وَأَذْكُرْ أَيَّامًا بِقُرْبِكَ خِلْتُهَا ... هِيَ الزَّهْرُ بَلْ زُهْرٌ عَلَيَّ طَوَالِعُ
وَأضْمُمُ حُبًّا مشيبا وَمُسَلِّمًا ... عَلَيْكَ بِمَا ضَمَّتْ عَلَيْهِ الأَضَالِعُ
مَوْلِدُ الإِمَامِ بِحَمَاةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِهَا.