ومن ذلك قوله تعالى: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون} [الزخرف: 71]، قال بعضهم: جمع الله تعالى في هاتين الجملتين ما لو اجتمع الخلق كلهم على وصف ما فيه على التفصيل لم يخرجوا عنه.

ومن ذلك قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب} [البقرة: 179] وقد فضلت هذه الجملة على أخصر ما كان عند العرب في هذا المعنى، وهو قولهم: القتل أنفى للقتل.

قال ابن الأثير: لا تشبيه بين كلام الخالق سبحانه وكلام المخلوق.

وإنما العلماء يقدحون أذهانهم فيما يظهر لهم من ذلك.

الأول: أن ما يناظره من كلامهم قوله: {القصاص حياة}، أقل حروفاً، فإن حروفه عشرة، وحروف «القتل أنفى للقتل» أربعة عشر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015