وحقيقة استفهام التقرير، أنه استفهام إنكار، والإنكار نفي، ونفي النفي إثبات، ومن/ أمثلته قوله تعالى: {أليس الله بكافٍ عبده} [الزمر: 36]، {ألست بربكم} [الأعراف: 172]؛ وجعل منه الزمخشري {ألم تعلم أن الله على كل شيءٍ قدير} [البقرة: 106].

الرابع: التعجب أو التعجيب، نحو قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله} [البقرة: 28]، {مالي لا أرى الهدهد} [النمل: 20]. وقد اجتمع هذا القسم وسابقاه في قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر} [البقرة: 44].

قال الزمخشري: الهمزة للتقرير مع التوبيخ والتعجب من حالهم. ويحتمل التعجب والاستفهام الحقيقي في {ما ولاهم عن قبلتهم} [البقرة: 142].

الخامس: العتاب، كقوله تعالى: {ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذرك الله} [الحديد: 16].

قال ابن مسعود: ما كان بين إسلامهم وبين أن عوتبا بهذه الآية/ إلا أربع سنين، أخرجه الحاكم.

ومن ألطفه ما عاتب الله به خير خلقه صلى الله عليه وسلم بقوله عز من قائل: {عفا الله عنك لم أذنت لهم} [التوبة: 43]، ولم يتأدب الزمخشري بأدب الله في هذه الآية، على عادته في سوء الأدب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015