نَفْسَهَا عَلَيْهِ فَصَمَتَ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا قَائِمَةً مَلِيًّا، أَوْ قَالَ: هَوِيًّا، تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، وَهُوَ صَامِتٌ.
قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، قَالَ: أَحْسَبُهُ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا.
فَقَالَ: «أَلَكَ شَيْءٌ؟» قَالَ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: «اذْهَبْ فَالْتَمِسْ شَيْئًا، وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» .
قَالَ: فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا إِلا ثَوْبِي هَذَا أَشُقُّهُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ، عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: «مَا فِي ثَوْبِكَ فَضْلٌ عَنْكَ» ، فَقَالَ: «هَلْ تَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا؟» قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: «مَاذَا؟» .
قَالَ: سُورَةَ كَذَا وَكَذَا وَسُورَةَ كَذَا.
قَالَ: «فَقَدْ أَمْلَكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَمْضِي وَهِيَ مَعَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَوْلُهُ: أَمْلَكْتُكَهَا.
وَهْمٌ مِنْ مَعْمَرٍ، وَقَدْ وَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَقَالَ مَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: زَوَّجْتُكَهَا.
وَهُوَ الصَّوَابُ
453 - أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ، أنا أَبُو بَكْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ