66 - وقال: حدثنا عباد وميسرة عن أبي حاجب عن زيد بن وهب قال: شهدتُ عمرَ وأتاه ابنُ مسعود يومًا وعنده الأشعري، فقال: يا ابن أم عبدٍ هل سمعتَ ما حدثنا به عبدُ الله بن قيس؟ زعم أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظر ذات يوم إلى أُحد - فقال: (هذا جبل يحبُّنا ونحبُّه، وما أحد مِن خلق الله يعلم ما وزنه، ولَرُبَّ رجل مِن أمتي الحرفُ الواحد مِن تسبيحه أو تحميده وزنُه أثقل مِن أُحد، ثم على قدر ذلك يتفاضل عمله).
فقال ابن مسعود: وما أنكرتَ مِن ذلك يا أمير المؤمنين؟ إنّ من المؤمنين من يكون عمله يومًا واحدًا أثقل من السموات والأرض. قال: وكيف ذلك؟ قال: إنّ الله قسم الأشياء لعباده على قدر ما أحبَّ، وإنه لمّا خلق العقل أقسم بعزته أنَّه أحبُّ خلقه إليه وأعزُّهم عليه وأفضلهم عنده، فأرجح عباده عملًا أحسنهم عقلًا، وأحسنهم عقلًا مَن كانت فيه ثلاث خصال: صدق الورع، وصدق اليقين، وصدق الحرص على البِرّ والتقوى. فبكى عمرُ عند ذلك (?).