779 - الصابوني في (المائتين): أخبرنا أبو القاسم بن حبيب المفسِّر أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص [بآمد] (?) حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا كان يوم القيامة تشقَّقت القبور عن قوم وخُلع عليهم الخِلع، وقُدِّم لهم النجائب على ظهورها قباب (?) الدرّ مفروشة بالعبقري، فيقعدون في القباب قصدًا إلى الرحمن عز وجل، وهم الذين قال الله: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} (?) أي ركبانًا، فيحاسبهم حسابًا يسيرًا ويأمر بهم (?) إلى الجنّة، فيسلم إليهم قصورهم وجواريهم وغلمانهم ووصائفهم وبساتينهم وأنهارهم، فلا إلى جواريهم ينظرون ولا إلى طعامهم (?) يشتهون، فتقول لهم الحور العين: أيش خبركم؟ فيقولون: إليكم عنّا فما عبَدنا اللهَ للدنيا ولا لهذه الدار. فيبعث اللهُ الملَك فيقول: الرحمنُ يقرأ عليكم السلام ويقول لكم: زوروني. فيركبون النجائب، ولجم النوق عقيان الذهب، فإنْ همّوا بها طارت وإنْ همّوا بها سارت، فيكشف لهم الحُجُب والسرادقات فيقول: مرحبًا بعبادي، لأُقرنَّ عيونًا كانت بالليل تباكى (?)، لأقيلنَّ (?) جنوبًا كانت بالليل تتجافى، لأجيبنَّ أصواتًا كانت لدى الفُرُش (?)، هاكم أطعموا عبادي. فيُقدَّم إلى كلِّ واحدٍ منهم مائدة ذهب، على المائدة مائة ألف
-[645]-
صحفة ذهب، على الصحفة مائة ألف لون ليس مِن لونين تجتمع على طعمٍ واحد. فيأكل كلُّ واحد (?) منهم مثل ما يأكل في الدنيا سبعين ضعفًا. فيقول الله: يا عبادي أكلتم، اسقوا عبادي. فتدور عليهم الكاسات شرابًا لم يذوقوا في الجنّة مثله، فيقول: أكلتم وشربتم، فكَّهوا عبادي. فيُنقل إليهم مِن أنواع الفواكه، فيقول الرحمن: أكلتم وشربتم وتفكَّهتم، اخلعوا على عبادي. فيخلع على كلِّ واحدٍ منهم سبعين حلّة، ما مِن حلّة إلا تسبِّح بأنواع التسبيح، فيقول الرحمن: أكلتم وشربتم وتفكّهتم وكُسيتم، عطِّروا عبادي. فينشر اللهُ سحابًا تمطر عليهم المسك، وريحًا تسمى المثيرة تُثير (?) عليهم العنبر، فيقول الرحمن: يا عبادي أكلتم وشربتم وتفكّهتم وكُسيتم وعُطِّرتم، سلوني. فيقولون: يا مولانا سمعنا الكلام، نريد أن نرى الوجه. فيقول: نعم يا عبادي. فتصيح (?) الملائكة بالتسبيح والتهليل والتقديس والتحميد فيقولون: نحن ملائكتك عبدناك في سمائك حقّ عبادتك؛ لا نستطيع النظر إليك؟ فيقول: يا ملائكتي اسكتوا، فطالما رأيتُ كرام وجوههم معفَّرة لي في التراب، وطالما رأيتُ عيونهم تباكى في الظلام، وطال ما رأيتُهم يسعون على أقدامهم إلى المساجد، فحقيقٌ عليَّ أن أزيد أبصارهم قوة إلى (?) قوة حتَّى يستطيعوا النظر إليَّ. فيتجلّى لهم جلّ ثناؤه ويقول: أبشروا عبادي. فيخِرّون سُجّدًا ويقولون في سجودهم: ما نريد اليوم الجنّة ولا الحور (?). فيقول الرحمن: ارفعوا رؤوسكم فانظروا إلى وجهي وتلذّذوا بكلامي. فما مِن شيءٍ أُعطوه هو أحبّ إليهم مِن النظر إلى وجه الله) (?).
-[646]-
قال الخواص: قلتُ لأبي بكر بن زنجويه: أنتَ سمعتَ مِن عبد الرزاق هذا الحديث؟ قال: إي والله الَّذي لا إله إلا هو، إلى آخره إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال الصابوني: هذا حديث غريب مُعجِب (?) مُطرِب إن كان له أصلٌ معتمَد، ورواته ثقات إلا الخواص فإنه لا يُعتمد حديثه ولا يُقبل ما ينفرد به، وله مناكير كثيرة هذا منها. وكان أستاذنا أبو القاسم يُعجَب بهذا الحديث، ولعله لا يَعرف (?) أنَّه لا أصل له، انتهى.
وأورد الحافظ ابن حجر في (اللسان) (?) هذا الحديث في ترجمته، وأورد كلام الصابوني بعد أن ذكر أنّ أحاديثه موضوعة (?).