250 - الخطيب في (رواة مالك): أنبأنا القاضي أبو العلاء محمَّد بن علي الواسطي حدثنا أبو زرعة محمَّد بن يوسف بن محمَّد بن الجنيد بن عبد العزيز الجرجاني حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي الجرجاني حدثنا عبد الله بن الليث الإستراباذي حدثنا إسحاق بن الصلت حدثنا مالك بن أنس حدثنا أبو الزبير المكي حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيتُ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أشياء لو لم يأتِ بالقرآن لآمنتُ به:
تَصَحَّرنا في جبّانة (?) تنقطع الطرق دونها، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - الوضوء، ورأى نخلتين متفرقتين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا جابر اذهب إليهما فقل لهما: اجتمِعا)
-[220]-
فاجتمعتا حتى كأنهما أصل واحد، فتوضأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فبادرتُه بالماء وقلتُ: لعل الله أن يطلعني على ما خرج مِن جوفه فآكله، فرأيتُ الأرض بيضاء، فقلتُ: يا رسول الله أما كنتَ توضأتَ؟ قال: (بلى ولكنا معشر النبيين أُمرَت الأرضُ أن تواري ما يخرج منّا من الغائط والبول). ثم افترقت النخلتان.
فبينا نسير (?) إذ أقبلت حيّةٌ سوداءُ ثعبان ذَكَر، فوضعت رأسها في أذن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووضع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمه على (?) أذنها فناجاها، ثم لكأنما الأرض قد ابتلعتها. فقلنا: يا رسول الله لقد أشفقنا عليك. قال: (هذا وافد الجن، نسوا سورة فأرسلوه إليّ ففتحت عليهم القرآن).
ثم انتهينا إلى قرية فخرج إلينا فِئامٌ من الناس مع جارية كأنها فلقة القمر حين تنحّى (?) عنه السحاب حسناء مجنونة، فقال أهلها: احتسِب فيها يا رسول الله. فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لجنِّيها: (ويحك أنا محمَّد رسول الله، خلِّ عنها). فتنقّبَتْ واستحيَتْ ورجعَتْ صحيحة (?).
قال الخطيب: لم أكتبه عن مالك إلا مِن هذا الوجه.
وقال في (الميزان) (?): هذا خبر منكر جداً آفته إسحاق بن الصلت، والإسناد إليه مظلم (?).