الزهره (صفحة 86)

علَى كبدٍ قدْ كادَ يُبدي بها الجوى ... صدوعاً وبعضُ القومِ يحسبُني جلدا

وقال آخر:

تمرُّ الصَّبا بساكنِ ذي الغضا ... فيصدعُ قلبي أنْ يهبَّ هبوبُها

قريبةُ عهدٍ بالحبيبِ وإنَّما ... هوَى كلِّ نفسٍ حيثُ كانَ حبيبُها

وقال الجويرية:

يصحِّحُ أوصابي علَى النَّأيِ والهوَى ... مُهيجُ الصَّبا مِنْ نحوِها حينَ تنفحُ

وما اعترضتْ للرَّكبِ أدماءُ حرّةٌ ... منَ العينِ إلاَّ ظلَّتِ العينُ تسفحُ

وعاتبةٍ عندِي لها قلتُ أقْصري ... فغيركِ خيرٌ منكِ قولاً وأنصحُ

وقال الورد بن الورد العجلي:

أمُغترباً أصبحتَ في دارِ مهرةٍ ... ألا كلُّ نجديٍّ هناكَ غريبُ

إذا هبَّ عُلويُّ الرِّياحِ وجدتَني ... كأنِّي لعُلويِّ الرِّياحِ نسيبُ

ألا حبَّذا الإصعادُ لو تستطيعهُ ... ولكنْ أجلْ لا ما أقامَ عسيبُ

فإنْ مرَّ ركبٌ مُصعدونَ فقلبهُ ... معَ المُصعدينَ الرَّائحينَ جنيبُ

سلِ الرِّيحَ إنْ هبَّتْ جنوباً ضعيفةً ... متى عهدُها بالدَّيرِ زِير حبيبُ

متى عهدُها بالمُوقلاتِ وحبَّذا ... شواكلُ ذاكَ العيشِ حينَ يطيبُ

ولا خيرَ في الدُّنيا إذا أنتَ لمْ تزرْ ... حبيباً ولمْ يطربْ إليكَ حبيبُ

وقال آخر:

ألا ليتَ شِعري هلْ يعودَنَّ ما مضَى ... لياليَ عيشُ الأصفياءِ رطيبُ

وهلْ عائدٌ قبلَ المماتِ فراجعٌ ... علَى عهدهِ دهرٌ إليَّ حبيبُ

وإنِّي لتُحْييني الصَّبا وتُميتُني ... إذا ما جرتْ بعدَ الشَّمالِ جنوبُ

وتبردُ نفسي بلْ تعيشُ حشاشَتي ... شمالٌ بها بعدَ الهدوِّ هبوبُ

وأرتاحُ للبرقِ اليمانِي كأنَّني ... لهُ حينَ يجري في السَّماءِ نسيبُ

وقال ابن الدمينة:

ألا لا أُحبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصعِّداً ... ولا الرِّيحَ إلاَّ أنْ تهبَّ جنوبُ

إذا هبَّ عُلويُّ الرِّياحِ وجدتَني ... كأنِّي لعُلويِّ الرِّياحِ نسيبُ

وقال آخر:

إذا هبَّتِ الأرواحُ مِنْ نحوِ أرضهمْ ... وجدتُ لريَّاها إذا ما جرتْ بردَا

ومَنْ يلبسِ الدُّنيا ونُعمى ويختلفْ ... عليهِ جَديداها يُجِدَّا لهُ فقدا

وقال ابن الدمينة:

فيا حسراتِ النَّفسِ مِنْ غربةِ النَّوى ... إذا قسمتْها نيَّةٌ وشعوبُ

ومِنْ خطراتٍ تعتَريني وزفرةٍ ... لها بينَ جلدي والعظامِ دبيبُ

وقدْ جعلتْ ريَّا الجنوبِ إذا جرتْ ... علَى طيبِها تبدَا لنا وتطيبُ

جنوبٌ بريَّا مِنْ أُميمةَ تغتدي ... حجازيَّةً علويَّةً وتؤوبُ

وقال هدبة بن خشرم:

ألا ليتَ الرِّياحَ مسخَّراتٌ ... لِحاجتنا تراوحُ أوْ تؤُبُ

فتُبلغنا الشَّمالُ إذا أتتْنا ... وتُبلغَ أهلَنا عنَّا الجنوبُ

ولبعض أهل هذا العصر في هذا المعنى:

مباشرةُ النَّسيمِ لشخصِ إلفي ... أشدُّ عليَّ مِنْ فقدِ الحبيبِ

نأَى عنِّي الحبيبُ فصارَ قلبي ... يغارُ علَى الصَّبا وعلَى الجنوبِ

ولوْ يسطيعُ ما درجتْ دَبورٌ ... إذنْ ونهَى الشَّمالُ عنِ الجنوبِ

خليلِي مِنْ نواكَ أخذتُ حظِّي ... فهلْ لي في نوالكَ مِنْ نصيبِ

نُفيتُ منَ الهوَى إنْ كانَ قلبي ... دعَى ودّاً كودِّكَ في المغيبِ

وقال حميد بن ثور:

يهشُّ لنجديِّ الرِّياحِ كأنَّهُ ... أخُو كربةٍ داني الإسارِ طليقُ

فيا طيبَ ريَّاها وبردَ نسيمِها ... إذا حانَ مِنْ حامي النَّهارِ طروقُ

وقال جرير:

يا حبَّذا جبلُ الرَّيانِ مِنْ جبلٍ ... وحبَّذا ساكنُ الرَّيانِ مَنْ كانا

وحبَّذا نفحاتٌ منْ يمانيَةٍ ... تأتيكَ منْ قبلِ الرَّيانِ أحيانا

وقال آخر:

إذا هبَّ علويُّ الرِّياحِ وجدتَني ... يهشُّ لعلويِّ الرِّياحِ فؤاديا

فإنْ هبَّتِ الرِّيحُ الصَّبا هيَّجتْ لنا ... دواعيَ حزنٍ لم يجدنَ مُداويا

وما هبَّتِ الرِّيحُ الصَّحيحةُ موهناً ... منَ اللَّيلِ إلاَّ بتُّ للرِّيحِ ضاويا

وإلاَّ علتْني عبرةٌ ثمَّ زفرةٌ ... وإلاَّ تداعى القلبُ منِّي تداعيا

وقالت امرأة من مرة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015