الزهره (صفحة 220)

فربَّيتُه حتَّى إذا كان شيظماً ... يكادُ يساوي غارب الفحل غاربُهْ

تعمَّدَ حقي ظالماً ولوى يدي ... لوى يده الله الَّذي هو غالبُهْ

قال علي بن جبلة:

جمعتُ له جمع امرئ ذي مودَّةٍ ... وحُطتُ عليه الودّ من كل جانب

وأصفيته منّي هوًى لا يشوبُه ... خلافٌ ولا يبليه طولُ التجارب

فلما زهاه الفضل وامتدَّ شأوه ... وأصبح في الإخوان جمّ......

رماني بسهم كنت قبل أريشه ... وودَّع منّي صاحباً أيَّ صاحب

قال أبو هشام:

لولا القديمُ وحرمةٌ مرعيَّةٌ ... لقطعتُ ما بيني وبين هشام

لا حرمة الأدب القديم يصونُها ... وأراه يدفع حرمةَ الإسلام

فكأنما كانت مودّتنا له ... وإخاؤنا حلماً من الأحلام

قال آخر:

تعالى الله ما قرَّب ... بعض النَّاس من بعضِ

قال آخر:

همومُ أناسٍ في أمور كثيرةٍ ... وهمّي من الدُّنيا خليل مساعدُ

نكونُ كروحٍ بين جسمين فُرّقا ... فجسماً هما جسمان والروح واحدُ

وقال آخر:

رَبِّ قد ملَّني من كنتُ أحسبُهُ ... إن مُتُّ ماتَ معي صبراً وإسعادا

فراحةً بخلاصٍ أوْ بعاجلةٍ ... من المنايا نغير العمر إنفادا

أنشدني أحمد بن أبي طاهر:

وصديقٍ لا عيب فيه إذا ... فُتّشَ إلاَّ اغتيابُهُ للصديق

إن يلاحظْكَ فالشفيق وإن ... غبتَ فسبعٌ عليك غيرُ شفيق

قال آخر:

يا صاح في قلبه البغضاء راكدةً ... فالنَّفس تكتمها والعين تُبديها

والعين تُعرف في عيني مُحدِّثِها ... إن كان من حزبها أوْ من أعاديها

قال آخر:

إنِّي وإن بني بكرٍ علَى خُلقٍ ... عما قليل أراه سوف ينكشفُ

يُزمِّلون جَنين الضِّغن بينهم ... والضّغنُ أشوهُ أوْ في وجهه كلفُ

إن كاتموا بالقِلى عمّت عيونهُمُ ... والعين تُظهر ما في القلب أوْ تَصِفُ

قال آخر:

تخذْتُكم درعاً وتُرساً لتدفعوا ... نبالَ العِدى عنّي فكنتم نِصالَها

وقد كنت أرجو منكمُ خيرَ ناصرٍ ... علَى حين خِذلان اليمين شِمالَها

فإن أنتم لم تحفظوا لمودتي ... ذِماماً فكونوا لا عليها ولا لها

قِفوا وقفة المعذور عنّي بمعزلٍ ... وخلُّوا نِبالي والعِدى ونبالها

قال آخر:

ألا أيُّها الدَّهر الَّذي قد مللته ... لتخليطه هلاّ مللت حياتي

فقدْ وجلال الله حُيِّيْتَ دائباً ... إليَّ علَى حبِّ الحياة وفاتي

قال آخر:

كُسالى إذا لاقيتهم غير منطق ... يُعَلُّ بها المحزون وهو عناءُ

وإنِّي لأرجوكم علَى بطئ سعيكم ... كما في بطون الحاملات رجاءُ

أخبّر من لاقيت إنْ قد وفيتُمُ ... ولو شئت قال المخبرون أساءوا

فهلاّ سعيتم أسرة مازنٍ ... وهل كلُّ حي في الوفاء سواءُ

قال آخر:

من الأخلاّء من أمست مودته ... مع الزَّمان إذا ما خافَ أوْ عتبا

إذا وترْتَ امرءاً فاحذرْ عداوته ... من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا

قال آخر:

ومواربٍ يخفي ضغائنه ... حسن الثياب وعرضهُ خَلِق

فتوقَ خلة كل ذي مَلقٍ ... متلونٍ وانظر بمن تثِق

قال آخر:

لكل امرئ شكل من النَّاس مثله ... فأكثرهمْ شكلاً أقلُّهمُ عقلا

وكلُّ أناس آلفون لشكلهمْ ... فأكثرهم عقلاً أقلُّهمُ شكلا

لأنَّ الكثير العقل ليس بواحدٍ ... له في شريح حين تعقده عدلا

وكلُّ سفيهٍ طائش إن فقدتَهُ ... وجدت له في كل ناحيةٍ مثلا

قال آخر:

وصاحب كان لي وكنتُ له ... أشفق من والدٍ علَى ولدِ

كنا كساقٍ سعت بنا قدم ... أو كذراعٍ نيطت إلى عَضُدِ

حتَّى إذا استرفدت يدي يده ... كنت كمسترفدٍ يد الأسدِ

قال آخر:

فأنت أخي ما لم تكن لي حاجةٌ ... فإن أعرضت أيقنت أن لا أخا ليا

فلا زاد ما بيني وبينك بعدما ... عرفتُك في الحاجات إلاَّ تنائيا

فعين الرّضا عن كلّ عيبٍ كليلةٌ ... ولكن عيب السخط تبدي المساويا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015