عَن بَقِيَّة بن الْوَلِيد، عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي، عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ - رَضِي الله عَنهُ - أَن رَسُول الله - قَالَ لأَصْحَابه: " أَلا أخْبركُم عَن الْخضر؟ {قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله} {
قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ ذَات يَوْم يمشي فِي سوق بني اسرائيل، أبصره رجل مكَاتب، فَقَالَ لَهُ: تصدق عَليّ - بَارك الله فِيك -، فَقَالَ الْخضر: آمَنت بِاللَّه، مَا شَاءَ الله بِأَمْر يكون، مَا عِنْدِي من شَيْء أُعْطِيك.
فَقَالَ الْمِسْكِين: أَسأَلك بِوَجْه [الله] لما تَصَدَّقت عَليّ، فَإِنِّي نظرت السماحة فِي وَجهك، ورجوت الْبركَة عنْدك.
فَقَالَ الْخضر: آمَنت بِاللَّه مَا عِنْدِي شَيْء أُعْطِيك، إِلَّا أَن تأخذني وتبيعني. فَقَالَ الْمِسْكِين: وَهل يَسْتَقِيم هَذَا؟
قَالَ: نعم، وَالْحق أَقُول، لقد سَأَلتنِي بِأَمْر عَظِيم، أما أَنِّي لَا أخيبك بِوَجْه رَبِّي، بِعني}
قَالَ: فقدمه إِلَى السُّوق، فَبَاعَهُ باربعمائة دِرْهَم، فَمَكثَ عِنْد المُشْتَرِي زَمَانا لَا يَسْتَعْمِلهُ فِي شَيْء.
قَالَ لَهُ: إِنَّك إِنَّمَا اشتريتني التمَاس خير عِنْدِي، فأوصني بِعَمَل: قَالَ: أكره أَن أشق عَلَيْك، إِنَّك شيخ كَبِير ضَعِيف.
قَالَ: لَيْسَ يشق عَليّ.
قَالَ: فَقُمْ، فانقل هَذِه الْحِجَارَة، وَكَانَ لَا ينقلها دون سِتَّة نفر فِي يَوْم - فَخرج الرجل لبَعض حَاجته، ثمَّ انْصَرف، وَقد نقل الْحِجَارَة فِي سَاعَة.
فَقَالَ: أَحْسَنت، وأطقت مَا لم أرك تُطِيقهُ.