ذكر المؤرخون سببين لتعميره، واستمرار حَيَاته:
أَحدهمَا: أَنه دفن آدم بعد خُرُوجهمْ من الطوفان، فنالته دَعْوَة أَبِيه آدم بطول الْحَيَاة.
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: إِنَّه لَو كَانَ قبل نوح، لركب مَعَه فِي السَّفِينَة. وَلم ينْقل هَذَا أحد.
وَكَذَلِكَ اتّفق الْعلمَاء أَنه لم يبْق غير نسل نوح بعد نُزُوله من السَّفِينَة وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى: (وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ) فَأَيْنَ كَانَ الْخضر؟
وَالثَّانِي: أَنه بلغ مَعَ ذِي القرنين نهر الْحَيَاة، فَشرب من مَائه وَهُوَ لَا يعلم، وَلَا يعلم ذُو القرنين وَمن مَعَه، فخلد، فَهُوَ حَيّ عِنْدهم إِلَى الْآن.
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: " قد روى عَن أهل الْكتاب أَنه شرب من مَاء الْحَيَاة، وَلَا يوثق بقَوْلهمْ ".
قد وَردت طَائِفَة كَبِيرَة من الْأَخْبَار والحكايات، تحتوي على لقاءات " الصَّالِحين " مَعَه، وزياراتهم إِيَّاه فِي الفلوات والبراري، والأودية والصحارى؛