عيد، وقد رأى الناس بالثياب والعمائم، فقال: لثوب يبلى، وجسد يأكله الدود غداً، هؤلاء أنفقوا دنياهم في بطونهم وعلى ظهورهم، ويأتون ربهم مغلسين.
وكان شاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصلاة، فلما مات أتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فلم يصل عليه، فقالت الملائكة: يا ربنا رأيناه يصلي يوم عيد، فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام: " أن اهبط إلى نبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقل له: هذا الشاب قد وقف ببابنا مرة واحدة فصل عليه فإنا قد غفرنا له.
وأنشدوا في المعنى موالاً:
يا نفس كم توعديني بالصلاة والصوم ... تماطليني فيقضى العمر يوم بيوم
أنت رضيت لنفسك بالكسل والنوم ... إن جئتنا وطردناك ما علينا لوم
وكان في بني إسرائيل رجل عبد الله مائتي عام ويريد أن يرى إبليس، فلما كان ذات يوم وإذا بإبليس لعنه الله قد تصور بين يديه، فقال له: ماذا تريد مني؟ فقال له: أريد منك أن تعلمني كم بقي من عمري؟ فقال: بقي من عمرك مائتا سنة، فقال العابد في نفسه: أشتغل باللهو والفسق مائة وخمسين سنة وأتوب في الخمسين الباقية، فخرج العابد تلك الليلة على نية المعصية، فأدركه الموت فمات وكان يقدم المعصية على التوبة.
وكذلك الشقي يؤخر التوبة ويقدم المعصية، ومن كان في النقصان فالموت خير له، وقد جرى القلم بما به الإله حكم، وقضى بيننا فما ظلم يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
وقيل في المعنى شعر:
قضى الله أمراً وأجرى القلم ... وفيما قضى بيننا فما ظلم