فكأتي أرى فضائح قوم ... قد تجلى لعرضها ذو الجلال
ليت شعري إذا قرأت كتابي ... بيميني أعطاه أم بشمالي
وقال ذو النون المصري رضي الله عنه: رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة، وهو يقول: يا رب، أعف عني عما فعلته في أيام غفلتي، فقد فني جسمي، فهتف به هاتف وهو يقول: إنا لا نؤاخذ العبد بما فعله في أيام غفلته.
وقال سهل بن عبد الله رضي الله عنه: حرام على كل قلب أن يشم رائحة اليقين، وفيه سكون إلى عمله إلى غيره.
وقال الحسن رضي الله عنه: المؤمن أسير، فيجب عليه أن يسعى في فكاك نفسه، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله تعالى، ويعلم أنه مؤاخذ عليه في سمعه، وبصره، ولسانه، وجميع جوارحه.
وقال بعض الحكماء: أحفظ أربع خصال تنج بها من كل سوء: عينك، ولسانك، وقلبك، وهواك.
ولسانك لا تقل به شيئاً من الشر تعلم أن الحق خلافه، وقلبك لا يكن فيه غل ولا عداوة لأحد من المسلمين، وهواك لا يكن فيه شبه، فإن كان فيك هذه الخصال، وإلا فاجعل الرماد على رأسك، واعلم بأنك قد هلكت.
وقيل: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إذا نظرت إلى يمينك فانظر إلى جناتي ونعمائي، وإذا نظرت عن شمالك فاذكر ناري وعقابي، وإذا نظرت من فوقك فاذكر جلالي وعظمتي، وإذا نظرت من تحتك فانظر قدرتي وعجائبي، وإذا نظرت أمامك فاذكر الحساب ودقائقه، وإذا نظرت وراءك فأذكر الموت وأعوانه وشدائد هـ وأهواله وسكراته. واعلم أنك مطلوب بأعمالك رهين.