ولأعصين عواذلي في حبه ... ولأهجرن لنائذي ورقادي
ولأجعلن نزاهتي فيه البكا ... ولأكحلن مدامعي بسهادي
ولأحفرن لسره بين الحشا ... قبراً ولم يعلم بذاك فؤادي
ولاحلفن يمين صدق أنني ... اخلصت فيه محبتي وودادي
هو غايتي هو منيتي هو بغيتي ... هو سيدي يا سادتي ومرادي
والحمد لله الذي خلق الورى ... حمداً له يبقى على الآباد
وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، عجباً لمن أحبني، كيف يهوى قلبه سواي؟!! يا داود، قل لبني إسرائيل، لو رأيتم الجنة وما أعددت فيها لأوليائي من النعيم المقيم لما ذقتم طعاماً بشهوة، أين المشتاقون إلى لذيذ الطعام والشراب؟ أين الذين جعلوا موضع الضحك بكاء خوفا مني؟ فطالما صلوا والناس نيام.
يا داود، وعزتي وجلالي إني رضيت عنهم، ولولاهم ما رضيت على أهل الدنيا.
وقال بعض الصالحين: مات رجل من جيراني، فرأيته في المنام وهو على زي أهل النار، ثم رأيته بعد ذلك وهو في الجنة، فقلت له: بماذا؟ قال: دفن عندنا رجل من الصالحين فشفع في أربعين من جيرانه، فكنت أنا من جملتهم.
وحكي عن مالك بن دينار رضي الله عنه: أنه مشى خلف جنازة أخيه وهو يبكي، فقال: والله لا تقر لي عين حتى أعلم ما صرت إليه، والله لا أعلمه ما دمت حياً.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ألا أخبركم بفقري يوم أوضع في قبري.
وقال سفيان الثوري رضي الله عنه: من أكثر من ذكر الموت وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار.