وقال سفيان رضي الله عنه: والله لقد بلغني أن أهل الجنة يكونون في منازلهم فيتجلى عليهم نور تضييء منه الجنان الثمانية، فيظنون أن ذلك نور الحق سبحانه وتعالى، فيخرون ساجدين، فينادون: ارفعوا رؤوسكم، ليس الذي تظنون، إنما هو نور جارية تبسمت في وجه زوجها من أهل عليين.
وقال الربيع بن خيثم رضي الله عنه: رأيت في المنام قائلا يقول لي: يا ربيع، إن ميمونة السوداء زوجتك في الجنة، فلما أصبحت سألت عنها؟ فقيل لي: هي تسكن الشام، فقصدتها، فوجدتها ترعى غنما، فسلمت عليها، فقالت: يا ربيع، ليس المأوى ههنا، فقلت لها: ما أكثر كلابك، وأقل غنمك، فقالت: ما هم كلاب ولكنهم ذئاب، فقلت لها: كيف تجمعي الذئاب مع الغنم؟ فقالت: أصلحت ما بيني وبين مولاي فأصلح الله ما بين الذئاب والغنم.
وقال الأصمعي رحمه الله تعالى: دخلت على حي من أحياء العرب، فإذا بجارية فاستوقفني حسنها، فقلت: فاز من هذه له، فإذا برجل قبيح المنظر، فإذا هو أتاها وأخذ بيدها، فقلت: ما هذا منك؟ قالت: بعلي، فقلت لها: أترضين لهذا الوجه الجميل لمثل هذا، فقلت: بسبب ما قلت، لعله أحسن فيما بينه وبين الله فجعلني ثوابه، ولعلي أسأت فيما بيني وبين الله فجعله عقوبتي.
وحكي عن بعض الصالحين رضي الله تعالى عنهم أنه رأى رجلاً يبكي خلف جنازة امرأة، فقال له: يا أخي، ما هذه منك؟ قال: زوجتي، قلت: كم لها في صحبتك؟ قال: أربعين سنة،. قلت: فما كان سبب زواجك لها؟ قال: كنت كثير الصلاة في مسجد يحيى بن نعيم، فلما كان في بعض الأيام خرجت من المسجد، وإذا بي لمحتها، فوقعت في نفسي ووقعت في نفسها، فلم أزل حتى تزوجت بها، فلما دخلت معي في البيت، قلت لها: ما جزاء من جمع بيننا ومن علينا بالاجتماع، قالت: نقوم له هذه الليلة شكراً إلى السحر. معا.
ففعلنا ذلك، فلما صلينا الصبح، قالت: ما جزاء من منَّ علينا بالاجتماع حلالاً لا حراماً، فقلت لها: نصوم هذا اليوم شكراً لله تعالى، ولم نزل هكذا