وقيل: إن حسان بن ثابت رضي الله عنه خرج يوم عيد، فصلى ثم عاد إلى زوجته، فقالت له: يا حسان، كم رأيت من وجه مليح؟ فقال: والله رفعت. طرفي ولا علمت ما كان من الناس، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نظر إلى ما لا يحل له حرم الله عليه النظر إلى وجهه وألقاه في النار ".
وقيل: إن أبا عبيدة التراز - وأنه أبو عبد الله الرزاز - رضي الله عنه، رؤي في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك، فقال: أوقفني بين يديه وغفر لي كل ذنب عملته إلا ذنبا واحداً استحيت أن أذكره، فأوقفني في العرق حتى سقط لحم وجهي، فقيل: وما هو؟ فقال: نظرت إلى شخص جميل فاستحيت أن أذكره.
وقيل: إن راهبا تعبد في صومعته ستين سنة، فقال في نفسه: لو نزلت إلى الأرض ومشيت فيها لأنظر إلى ثمارها وأنهارها، فنزل ومعه رغيف، فتعرضت له امرأة فلم يملك نفسه إلى أن واقعها، ورأى كل سائلاً فأعطاه الرغيف ومات في تلك الحالة، فجيء بعمل ستين سنة فوضع في كفة من الميزان، ثم جيء بالخطيئة فوضعت في الكفة الأخرى، فرجحت على عمل الستين، ثم جيء بالرغيف فوضع في أعماله فرجحت أعماله على خطيئته.
وقيل: إن بعض الصالحين تعرضت له امرأة في طريقه فلم يلتفت إليها، فلما كان الليل كتبت له رقعة وهي تقول فيها: الله الله في أمري، فكل عضو مني مشغول بحبك فلما وقف على الرقعة تشوش باطنه. وكتب إليها: إن الله تعالى إذا عصاه العبد أول مرة حلم عليه، وإذا عصاه ثاني مرة ستره، وإذا عصاه ثالث مرة غضب عليه غضباً تضيق منه السموات والأرض، فمن ذا يطيق غضب الله سبحانه وتعالى. فلما وقفت على الرقعة لزمت بيتها وتابت إلى الله تعالى.