وأنشد في ذلك شعراً:
نحن قوم أثقلتنا ذنوب ... ومنعنا الوقوف بين يديه
فتركنا بين الأنام حيارى ... وخجلنا من القدوم عليه
قيل: إنه يقف العبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة، فيقول الله عز وجل: عبدي، أما تستحي مني، أما راقبتني، أرخيت الستور، وأغلقت الأبواب، وتجرأت علي، فيقول العبد: بكتابك وقلت ذلك وقولك الحق " الله لطيف بعباده "، فيقول الله عز وجل: أنا أولى أن أفعل ما أقول.
قيل: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: لطفي بالعصاة من أهل القبور، كلما بليت أبدانهم غفرت لهم، وكلما صارت عظامهم نخرة محوت عنهم ذنوبهم جوداً مني وكرماً.
يا موسى، إني لم أنسهم أحياء مرزوقين، فكيف أنساهم وهم موتى مقبورين، ما من عاصي عصاني حتى إذا كان في كرب الموت لم أنظر إلى جهله وتقصيره، ولكن أنظر إلى ضعفه ومسكنته، وإذا نظرت إلى حاله ألهمته وحدانيتي أريد له بها النجاة، الله لطيف بعباده، خلقي خلقتهم، وعبادي رزقتهم وجعلت ذنوبهم مستورة مغفورة، وجعلت لهم محمداً صلى الله عليه وسلم شفيعاً، وأن الله تعالى لا ينظر إلى شيء إلا رحمه، ولو نظر إلى أهل النار لرحمهم، ولكن قضى الله لا ينظر إليهم.
وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله تعالى عنها: " يا عائشة، احفظي بيتك فإن النساء يوم القيامة أكثرهن حطب للنار، قالت: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهن لا يصبرن في الشدة، ولا يشكرن في الرخاء، ويكفرن النعم.
يا عائشة، أن الله أوجب حق الرجال على النساء أن يطعنهم في أمورهم، ولا يصمن إلا بإذنهم، وما من امرأة باتت هاجرة لفراش