454 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ دَاوُدُ الْخَطِيئَةَ , وَإِنَّمَا كَانَتْ خَطِيئَتُهُ آيَةً لَمَّا أَبْصَرَهَا أُمِرَ بِهَا , فَعَزَلَهَا , فَلَمْ يَقْرَبْهَا , فَأَتَاهُ الْخَصْمَانِ فَتَسَوَّرَا الْمِحْرَابِ , فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا قَامَ إِلَيْهِمَا , فَقَالَ: اخْرُجَا عَنِّي , مَا جَاءَ بِكُمَا إِلَيَّ؟ فَقَالَا: إِنَّمَا نُكَلِّمُكَ بِكَلَامٍ يَسِيرٍ , {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} [ص: 23] وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَهَا مِنِّي , فَقَالَ: إِنَّهُ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ يُكْسَرَ مِنْهُ مِنْ لَدُنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ يَعْنِي مِنْ صَدْرِهِ إِلَى أَنْفِهِ , فَقَالَ الرَّجُلُ: فَهَذَا دَاوُدُ قَدْ فَعَلَهُ قَالَ: فَعَرَفَ دَاوُدُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُعْنَى بِذَلِكَ , وَعَرَفَ ذَنْبَهُ فَخَرَّ سَاجِدًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكَانَتْ خَطِيئَتُهُ مَكْتُوبَةً فِي يَدِهِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِكَيْلَا يَنْسَاهَا فَيَغْفَلَ، حَتَّى نَبَتَ الْبَقْلُ مِنْ دُمُوعِهِ مَا غَطَّى رَأْسَهُ، فَنَادَى بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا رَبَّهُ: قَرِحَ الْجَبِينُ، وَجَمَدَتِ الْعَيْنُ، وَدَاوُدُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ فِي خَطِيئَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ: فَنُودِيَ: أَجَائِعٌ فَتُطْعَمَ , أَمْ عُرْيَانٌ فَتُكْسَى , أَمْ مَظْلُومٌ فَتُنْصَرَ. قَالَ: فَنُحِبَ نَحْبَةً , هَاجَ مَا ثَمَّ مِنَ الْبَقْلِ حِينَ لَمْ يَذْكُرْ خَطِيئَتَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ غُفِرَ لَهُ. قَالَ: فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ لَهُ رَبُّهُ: كُنْ أَمَامِي , فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ , ذَنْبِي ذَنْبِي , فَيَقُولُ: لَهُ: كُنْ خَلْفِي , فَيَقُولُ: رَبِّ , ذَنْبِي ذَنْبِي قَالَ: يَقُولُ خُذْ بِقَدَمِي قَالَ: فَيَأْخُذُ بِقَدَمِهِ "