1256 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، مَوْلَى بَنِي جُشَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَيْخٍ، قَدْ سَمَّاهُ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ ذِكْرَ سَبَبِ تَسْيِيرِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ أَعْوَانِ السُّلْطَانِ وَهُوَ يَجُرُّ ذِمِّيًّا، وَالذِّمِّيُّ يَسْتَغِيثُ بِهِ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى الذِّمِّيِّ وَقَالَ: أَدَّيْتَ جِزْيَتَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ قَالَ: أُرِيدُ مِنْهُ يَكْسَحُ دَارَ الْأَمِيرِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى الذِّمِّيِّ وَقَالَ: تَطِيبُ نَفْسُكَ لَهُ بِهَذَا؟ قَالَ: يَشْغَلُنِي عَنْ صَنْعَتِي، قَالَ: دَعْهُ، قَالَ: لَا أَدَعُهُ، فَقَالَ لَهُ: دَعْهُ قَالَ: لَا أَدَعُهُ قَالَ: فَوَضَعَ كِسَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: لَا تُخْفَرُ ذِمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا حَيٌّ، قَالَ: ثُمَّ خَلَّصَهُ مِنْهُ قَالَ: فَتَرَقَّى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ سَبَبَ تَسْيِيرِهِ فَجَاءَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ ابْنُ عَامِرٍ قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: الْأَمِيرُ بِالْبَابِ قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ وَإِنَّهُ لَنَائِمٌ عَلَى بَرْدَعَتِهِ قَالَ: فَقَالَ: هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَاءَ إِلَيْكَ أَنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا تَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلَا تَأْكُلُ السَّمْنَ وَتَطْعَنُ عَلَى الْأَئِمَّةِ قَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، فَإِنِّي مَرَرْتُ بِقَصَّابٍ يَقُولُ: النِّفَاقَ النِّفَاقَ حَتَّى ذَبَحَ وَقَدْ أَكْرَهُ الذَّبِيحَةَ الَّتِي لَا يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِذَا اشْتَهَيْنَا اللَّحْمَ ذَبَحْنَا الشَّاةَ وَقَدْ رَبَّيْنَاهَا فَأَكَلْنَا لَحْمَهَا، وَأَمَّا قَوْلُكَ: لَا آكُلُ السَّمْنَ فَإِنِّي كُنْتُ أَرَاهُمْ فِي مَغَازِينَا يَقْطَعُونَ إِلَيْهِ الشَّاةَ ثُمَّ يُسْلُونَهَا مَعَ السَّمْنِ وَتِلْكَ مَيْتَةٌ وَقَدْ آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ بَادِيَتِنَا هَذِهِ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنِّي أَطْعَنُ عَلَى الْأَئِمَّةِ فَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَطْعَنَ عَلَى إِمَامٍ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَلَقَدْ خُطِبْتُ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ تَلِدَكَ أُمُّكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ: لَا أَكْثَرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ، يَعْنِي مِثْلَكَ، فَقَالَ: لَكِنْ أَكْثَرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَكَ لَا بُدَّ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ مُهِمَّاتٍ "