392 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَعْيَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ -[171]- عَبْدَ اللَّهِ الْمُقْرِئَ يَقُولُ: " كَانَ مَعَنَا شَابٌ مُجْتَهِدٌ إِذَا فَرَغَ مِنْ تَهَجُّدِهِ يَقُولُ شَيْئًا لَمْ أَكُ أَفْهَمُهُ؛ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَانِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ - وَبُكَاؤُهُ يَغْلِبُهُ - مَثُلَتْ فِي نَفْسِيَ الْجَنَّةُ , آكُلُ ثِمَارَهَا , وَأُعَانِقُ أَزْوَاجَهَا , وَأَلْبَسُ مِنْ حُلِيِّهَا. وَمَثُلَتْ فِي نَفْسِيَ النَّارُ , آكُلُ مِنْ زَقُّومِهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ حَمِيمِهَا , وَأُعَالِجُ أَغْلَالَهَا، فَقُلْتُ: يَا نَفْسِي , أَيُّ شَيْءٍ تُرِيدِينَ الْآنَ؟ فَقَالَتْ: أَنْ أُرَدَّ إِلَى الدُّنْيَا، فَأَعْمَلَ. قُلْتُ: الْآنَ؟ أَنْتِ فِي الْأُمْنِيَةِ؛ فَاعْمَلِي، ثُمَّ يُنْشِدُ:
وَكَيْفَ تُحِبُّ أَنْ تُدْعَى حَكِيمًا ... وَأَنْتَ لِكُلِّ مَا تَهَوَى رَكُوبُ
وَتَضْحَكُ دَائِمًا ظَهْرًا لِبَطْنٍ ... وَتَذْكُرُ مَا عَمِلْتَ فَلَا تَتُوبُ"