وأنشدني أبي قال: أنشدنا أبو عكرمة: (400)
(ترحّلْ فما بغدادُ دار إقامةٍ ... ولا عندَ مَنْ أَضْحَى ببغدادَ طائِلُ)
(محل ملوك سمنُهم في أَدِيمِهِم ... فكُلُّهُمُ من حِلْيَةِ المجدِ عاطِلُ)
(ولا غَروَ أنْ شَلَّتْ يدُ المجدِ والعُلى ... وقلَّ سماحٌ من رجالٍ ونائِلُ)
(إذا غَضْغَضَ البحرُ الغُطامِطُ ماءهُ ... فليسَ عجيباً أنْ تفيضَ الجداوِلُ) (?)
وأخبرني أبي قال: أخبرنا الطوسي وابن الحكم عن اللحياني قال: يقال: بَغْدان، ومَغْدان (?) ، للمجانسة التي بين الباء والميم، كما يقال: با اسمك؟ وما اسمك؟ وعذاب لازب، ولازم، في حروف كثيرة.
وبعضهم يقول: بغداذ، بالذال، وهي أشذُّ اللغات وأقلُّها. وأنشدني أبي قال: أنشدنا الطوسي وابن الحكم عن اللحياني لأعرابي يمدح الكسائي:
(وما لي صديقٌ ناصحٌ أغتدي به ... ببغداذَ إلاّ أنتَ بَرٌّ مُوافِقُ) (?)
وقال آخر (?) :
(بغدادُ سقياً لكِ من بلادِ ... )
(يا دارَ دار الأنسِ والإِسعادِ ... )
(بُدَّلتُ منكِ وحشة البوادِي ... )
(وقطعَ وادٍ وورودَ وادِي ... )
وبغداد، في جميع اللغات، تُذَكّر وتُؤنث، فيقال: هذه بغدان، وهذا بغدان.