لأنه لا يُسمع فيه صوت السلاح، وسمي: منصل الأسنة (?) لأنهم كانوا ينزعون الأسنة فيه، إذ كانوا لا يقاتلون، ولا يسفكون فيه دماً.
وشعبان: سمي: شعبانَ، لتشعب القبائل فيه.
ورمضان: سُمي: رمضانَ، لشدة الحر الذي كان فيه. و " الرمض " عند العرب هو الحر.
وَشَوّال: سمي: شوالاً، لشولان الإِبل فيه بأذنابها عند اللقاح.
وذو القَعْدة: سُمي: ذا القعدة، لأنهم كانوا يقعدون فيه، فلا يبرحون.
وذو الحِجّة: سمي: ذا الحجة، لأنهم كانوا يحجون فيه. قال الأعشى (?) في الأصم، ومنصل الأسنة، يعني رجباً:
(تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأُلِّ بعدما ... مَضَى غير دأداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ)
وأخبرنا أبو العباس قال: قال الأثرم: لا يقال حَجَّة، بفتح الحاء، إنما هي حِجّة، بالكسر.
قال: وقال سلمة عن الفراء: الحِجة، مكسورة الحاء، فإذا أردت المرَّةَ، جاز في القياس فتح الحاء، فقلت: حَجّة. وأنشدنا أبو العباس:
(علي إلى البيت المحرم حَجَّةٌ ... أوافي بها نَذْراً ولم أنتعِلْ نَعْلا)
(لقد مَنَحَت ليلى المودة غَيرنَا ... وإنّ لها مني المودةَ والبَذْلا) (?)
قال: وأما " الحج " فيقال فيه: حَجٌّ وحِجٌّ. (369)
وأخبرنا أبو العباس قال: كانت العرب في الجاهلية تسمي السبت: شِياراً، والأحد: أولَ، والاثنين: أَهْوَنَ، والثلاثاء: جُباراً، والأربعاء: دُباراً، والخميس: مُؤنساً، والجمعة: عَروبة، وأنشد:
(أؤمِلُ أنْ أعيشَ وانّ يومي ... بأَوّلَ أو بأهونَ أو جُبار)
(أو الثاني دُبارِ فإنْ أفُتْهُ ... فمؤنِسَ أو عَروبةَ أو شِيارَ) (?)