قال أبو بكر: فشذوذ " الأرامل " في وصف الرجل كشذوذ " الغلامة " في وصف الجارية بها. وقد سمع في " الغلامة " من الأبيات أكثر مما سمع في " الأرامل ".

وكذلك لو قال: أوصي بمالي للكهول من بني فلان، لم يعط النساء منه شيئاً، وإن كانت المرأة يقال لها: كهلة، لشذوذ هذا القول.

وكذلك لو قال: أوصي بمالي للشيوخ منهم، لم يُعْطَ العجائز منه شيئاً، وإن كانت العجوز يقال لها: شيخة، لأن هذا القول قليل، والأشهر والأعرف سواه (?) . قال الشاعر:

(فَلَمْ أَرَ عاماً كان أكثرَ هالِكاً ... ووجه غلامٍ يُشْتَرى وغُلامَه) (?)

وقال الآخر: (?)

(وتضحكُ مني شَيْخَةٌ عَبْشَمِيّةٌ ... كأنْ لم تَرَى قبلي أسيراً يمانيا)

وأما البيت الذي أنشده ابن قتيبة فلا حجة له فيه، لأنه أراد بالأرمل: الذاهب الزاد، الفقير، أي: فمن لحاجة هذا الفقير الذكر.

ولا حجة له أيضاً في البيت الآخر، لأن الأرمل ليس من صفة الضَبّ، إنما هو من صفة الشتاء، معناه: رعى الربيع والشتاء الأرمل، أي: المذهب أزواد الناس، / فلما أسقط الألف واللام منه، نصبه على القطع من الشتاء، لتنكيره 224 / أوتعريف الشتاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015