(?) (238)
قال أبو بكر: المنية مؤنثة، وقد تحمل على معنى الزمان والدهر فتُذكَّر، وقد تُحمل على معنى " المنايا " فتعبر عن الجمع. قال الأعشى (?) :
(لَعَمرُك ما طولُ هذا الزَمَنْ ... على المرءِ إلاّ عناءٌ مُعَنْ)
(يَظَلُ رجِيماً لريبِ المنونِ ... والسُّقْمِ في أَهِلهِ والحَزَنْ)
وقال الآخر: (فقُلتُ إنّ المنونَ فانطلقي ... تسعى فلا نستطيعُ ندرؤها) (?)
فأنّث حملاً على معنى المنية. وقال الفرزدق (?) :
(إنّ الرزِيَّة لاَ رزِيَّةَ مِثلُها ... في الناسِ موتُ مُحَمِّدٍ ومُحَمَّدِ)
(مَلِكانِ عُرِّيَتِ المنابرُ منهما ... أَخَذَ المنونُ عليهما بالمَرْصَدِ)
أراد: بالمنون: الدهر، ويُروى بيت أبي ذؤيب على وجهين (?) :
(أَمِنَ المنونِ وريِبها تتوجَّعُ ... والدهرُ ليسَ بمعتبٍ مَنْ يَجْزَعُ)
ويروى: أمِنَ المنون وريِبِه (?) . قالتأنيث والتذكير على ما مضى من التفسير. قال عَدِي بن زيد (?) :
(مَنْ رأيتَ المنونَ عَرَّيْنَ أَمْ مَنْ ... ذا عليه من أنْ يُضامَ خَفِيرُ)
فحمل " المنون " على معنى " المنايا ".
وأخبرنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: قال الشرقي بن القطامي (?) : المنايا: الأحداث، والحمام: الأجل، والحتف: الغدر، والمنون: الزمان.